بحثت وزيرة السياحة والآثار مجد شويكة، خلال لقائها بمقر الوزارة وزراء سياحة سابقين، ومعنيين بالقطاع، السبل الكفيلة بتطوير السياحة الدينية واستثمارها على أفضل وجه، من خلال مأسسة العمل والبناء على ما انجز سابقا، وضمان الاستدامة والاستمرارية في السنوات المقبلة.
واستعرضت شويكة، خلال الاجتماع الذي جمع وزراء السياحة السابقين: طالب الرفاعي، ومها الخطيب، ونايف الفايز، ومدير عام هيئة تنشيط السياحة عبدالرزاق عربيات، ومدير موقع المغطس رستم مكجيان، أبرز المشاكل والتحديات التي تقف في طريق الاستثمار الامثل للسياحة الدينية، والفرص المتاحة خلال المرحلة المقبلة، خصوصا وأن الاردن يمتلك العديد من المواقع الأثرية الاسلامية والمسيحية التي يرغب السياح في العالم بزيارتها، لا سيما المقامات الاسلامية المتعددة، ومسار الحج المسيحي.
ووجهت شويكة بضرورة تشكيل لجنة توجيهية واحدة فيما يخص السياحة الدينية، التي تعد موضوعا استراتيجيا لأهميتها، بحيث تكون هذه اللجنة مظلة تجمع تحتها كل المكونات وتعمل على توفير النواقص وتصحيح المعلومات المتعلقة بالمسارات الدينية ومراجعتها، وكذلك ضرورة التفكير بحاكمية لضمان الاستدامة والاستمرارية من خلال وضع خطة رئيسية واعتماد آلية لمأسسة العمل للسنوات المقبلة.
وأكدت ضرورة العمل من خلال خمسة محاور تتمثل بالمؤسسية التي تضمن عدم ضياع الجهود، والبناء على ما تم انجازه في السابق، وتوفير البنية التحية والخدمات، واعتماد السردية وقصة المكان المناسبة من خلال الاستعانة برجال الدين المختصين، وتوفير العمليات المساعدة، والتشبيك مع القطاع الخاص والمجتمع المحلي.
وقالت شويكة، "نظرا لأهمية السياحة الدينية كمنتج سياحي، فقد جرى توجيه هيئة تنشيط السياحة لوضع خارطة طريق واضحة، تبين الامكانات الموجودة وتحدد الفجوات وما يمكن القيام به ضمن إطار زمني محدد وصولا الى منتج شمولي".
من جهته استعرض مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات، أبرز المشاكل والتحديات التي كانت تواجه السياحة الدينية، وكيف جرى التغلب عليها مثل أسعار تذاكر الطيران من أوروبا إلى الأردن، وكذلك المشاكل التي ما زالت موجودة إلى الآن، مشيرا إلى أن دراسة تحليلية للسوق قامت بها الهيئة أظهرت بالتفصيل حجم الفجوات المتعلقة بالمسارات وتصميم البرامج، وغياب سردية المكان ونقص المحتوى وغيرها. وقال عربيات، إن الهيئة استطاعت تحديد مواطن الخلل التي تواجه السياحة الدينية، وقدمت الحلول بحيث يجري معالجة الفجوات، مشيرا الى أنه يمكن اليوم التغلب على جميع المشاكل من خلال التعاون والمشاركة بين جميع الاطراف المعنية.
وأكد أن الاردن يمتلك فرصة كبيرة اليوم في التسويق للسياحة الدينية باتجاه الدول العربية والاسلامية والاجنبية، لا سيما الفلبين ونيجيريا وسيريلانكا واميركا اللاتينية. وقال الوزير الأسبق طالب الرفاعي، والذي شغل في السابق منصب أمين عام مجلس السياحة العالمي لدورتين، إنه لا بد من التركيز على موقع المغطس في كل مسارات السياحة الدينية التي يجري اعتمادها، نظرا لأهميته التاريخية والدينية، بحيث يكون المحج وتنتهي إليه كل المسارات الدينية، لافتا الى ضرورة تشجيع السياح على السير في درب الحج المسيحي بعد توفير الخدمات والبيئة المناسبة لتستفيد المجتمعات المحلية ايضا.
واقترحت الوزيرة السابقة مها الخطيب، الاستعانة بأصحاب الاختصاص لكتابة قصة الحج المسيحي، مع ضرورة تقديم رزم سياحية بأسعار مناسبة لمرتادي السياحة الدينية والحج المسيحي، من خلال توفير أماكن الإيواء والنزل المناسبة، وأن يجري بعد كتابة القصة، تقسيمها لمسارات رئيسية وأخرى فرعية، مع الحرص على تقديم فعاليات مناسبة، واستثمار قدرات الشباب وافكارهم الابداعية في عملية تصميم المنتج السياحي وتسويقه.
واكد وزير السياحة الأسبق نايف الفايز، أهمية التركيز في هذه المرحلة على المكونات غير المتجانسة في خطط السياحة الدينية، والعمل على دمج هذه المكونات مع بعضها، وتوفير العناصر الضرورية غير الموجودة حاليا، مع توفير البيئة الآمنة لمرتادي السياحة الدينية.
وقال مدير موقع المغطس رستم مكجيان، إن الموقع سجل العام الماضي أكبر عدد من السياح، حيث وصل عددهم إلى 250 ألف سائح، وكان العام الماضي هو الأفضل حتى الآن، داعيا إلى ضرورة تعاون جميع الأطراف المعنية، والتركيز على مسار الحج المسيحي المعروف دينيا وتاريخيا، والذي يبدأ من مكاور ويمر في مأدبا وجبل نيبو وصولا إلى موقع المغطس. (بترا)
26-آب-2020 22:39 م